ملتقى «إنزاك» يناقش علاقة الأساطير القديمة بالأختام الدلمونية في جزيرة فيلكا
خاص takarir.net
يعيد موقع takarir.net وبالتعاون مع “ورشة السهروردي الفلسفية” ومؤسسها ومديرها الاديب والمفكر الكويتي محمد عبدالله السعيد، نشر اخبار ونشاطات الورشة التي وردت في مختلف الوسائل الاعلامية الكويتية والعربية، وذلك في محاولة لإستعادة “ارشيف” الورشة منذ انطلاقتها في العام 2003.
وهذا النص منشور بتاريخ 5 كانون الثاني 2018 على صفحات جريدة “الجريدة الكويتية” ويستعرض الباحث محمد السعيد ملتقى “إنزاك: إله الكتابة الدلموني” في مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية.
وهذا النص كما ورد في “الجريدة الكويتية”:
يستعرض ملتقى «إنزاك: إله الكتابة الدلموني» أساطير قديمة، وعلاقاتها بالأختام المكتشفة في جزيرة فيلكا. حيث أطلق الباحث محمد السعيد ملتقى “إنزاك: إله الكتابة الدلموني” في مركز اليرموك الثقافي بدار الآثار الإسلامية.
ويستعرض الملتقى أساطير سومرية وعلاقاتها، وآثارها، وصورها بالأختام الدلمونية في جزيرة فيلكا، حتى يتمكن المشاركون في ختام الملتقى من معرفة الآثار الدلمونية عموما، وبالتحديد كل ختم، وتأويله، وتفسيره، من خلال دراستهم تلك الأساطير.
الكتابة الإنزاكية
ودعا السعيد المهتمين بالآثار الدلمونية إلى حضور تلك الورش: “أوجه الدعوة للمهتمين الذين يحبون أن يتعرفوا على دلمون وآثارها، وسيتم النظر بالكتابة الإنزاكية، بجميع أشكالها”.
وأضاف أن سبب اختياره تسمية الملتقى بهذا الاسم، لأن إنزاك كان يُعد عند دلمون الكاتب النواري، ورمزه كوكب عطارد.
ولفت إلى أن “حضارة دلمون وآثارها تعبِّر عن عمق وامتداد منطقتنا وعلاقتها التاريخية، وأهميتها الجغرافية، وخصوصيتها الإنسانية، من بداية نشوء نظام الأسرة والمتعقدات الميتافيزيقية، والتي انتقلت إلى مناطق عديدة وطريقة نموها وتشكلها عبر أزمنة متفرقة وعوامل التغير وتمظهراته، كذلك الآثار الاقتصادية وتطورها، لما يزيد على آلاف السنين قبل الميلاد”.
وتابع السعيد: “كثيرة هي المنتجات التي تظهر لنا من دراسة آثار المنطقة”، مشيرا إلى أن “الملتقى لن يسعه تغطية جميع أطراف الموضوع، ولا حتى إشباع جانب من الجوانب، فإنها محاولة جادة للفت الانتباه تجاه ما هو مهم، سواء بالنسبة للوعي لتراثنا الحضاري، وما هو متجذر، وخطوة نحو التقدم إلى الأمام بخطوات متينة ورصينة”.
وأكد أن الملتقى يسعى إلى تهيئة الأعضاء لاستقبال مجموعة من الخبراء الأثريين، بدعوة من دار الآثار.
معطيات جديدة
وفي جلسات الملتقى تم عرض جزء أسطورة “إنليل وننليل” وزواجهما وإنجابهما، لتتكون علاقات ومعطيات جديدة، وفرضيات أكثر اتساعا واستيعابا للواقع الجديد والمرجو آن ذلك. ويُعد “إنليل”، هو أحد أهم الآلهة في الميثولوجيا السومرية والأكادية، وتناول الملتقى أيضا “إنكي”، وهو أحد أهم الآلهة في الأساطير السومرية.
المرأة الطاهرة
من جانب آخر، قرأت الروائية والكاتبة فطامي العطار ملخصا لأسطورة “إنكي وننخرساج”، وأشارت إلى أن الأسطورة تتحدث بأن مدينة دلمون الطاهرة كانت قبل أن يستقر بها “إنكي” وننخرساج “المرأة الطاهرة” أرض خلاء، حيث لا ترى فيها مظهرا من مظاهر الحياة، وحتى الوحوش لا تسكنها، وذات يوم طلبت ننخرساج من زوجها بأن يجعل الأرض صالحة للزراعة، فوافق إنكي على طلبها.
تطوير الفعل الثقافي
يشار إلى أن الباحث محمد السعيد يعمل بدأب في الساحة الثقافية مقدماً محاضرات وندوات تثري المشهد المحلي، ويسعى إلى تنظيم ورش متخصصة تهدف إلى تطوير الفعل الثقافي.
وأنشأ السعيد سابقا ورشة السهروردي تكريساً لمفاهيم فلسفية اتبعها أبوالفتوح يحيى بن حبش الملقّب بشهاب الدين السهروردي، وكانت الورشة تنظم أنشطة ثقافية تمزج بين الفنون الأدبية والبصرية والمسرحية بمختلف أطيافها، وتسعى إلى إيجاد طقس ثقافي يختلف عن السائد ويتميز بالخصوصية، وشعارها ختم إيكاروس مستدير، ويبدو فيه طائر النسر ممسكاً أفعى.
وعقب أعوام، أسس السعيد ملتقى فيلكا الثقافي، وقدم مجموعة فعاليات منها محاضرات ركزت على الموروث الشعبي المحكي وتأثيره في الإرث الثقافي، وندوات أخرى تناولت فيلكا جغرافياً، وخلال المحاضرات الأثرية أوضح السعيد أن أحد الأختام التي يظهر فيها ثور هو رمز الإله مارتو ويرمز له أيضاً بالطائر، أما الأشيبو فهو الكاهن المعني بتقديم القربان، معتبراً أن بعض الأختام المكتشفة في فيلكا تتكلم عن العائلة من خلال تقديم بعض الرموز، وفي أختام أخرى يظهر رمز الإله “إنزاك” إله الكتابة.
لقراءة النص في “الجريدة الكويتية” الضغط على الرابط ادناه: