Home / أرشيف / “ورشة السهروري” ترعى توقيع «مولد التراجيديا» لنيتشه المترجم الى العربية عبر شاهر عبيد
المفكر محمد السعيد متحدثاً خلال التوقيع
المفكر محمد السعيد متحدثاً خلال التوقيع

“ورشة السهروري” ترعى توقيع «مولد التراجيديا» لنيتشه المترجم الى العربية عبر شاهر عبيد

“ورشة السهروري” ترعى توقيع «مولد التراجيديا» لنيتشه المترجم الى العربية عبر شاهر عبيد

خاص takarir.net

يعيد موقع takarir.net وبالتعاون مع “ورشة السهروردي الفلسفية” ومؤسسها ومديرها الاديب والمفكر الكويتي محمد عبدالله السعيد، نشر اخبار ونشاطات الورشة التي وردت في مختلف الوسائل الاعلامية الكويتية والعربية، وذلك في محاولة لإستعادة “ارشيف” الورشة منذ انطلاقتها في العام 2003.
وهذا النص منشور بتاريخ 11 حزيران 2008 على صفحات جريدة “النهار الكويتية”، ويتناول النص تنظيم ورشة السهروردي الفلسفية حفل توقيع كتاب «مولد التراجيديا» للفيلسوف الألماني الشهير فريدريك نيتشه الذي تولى نقله الى العربية شاهر حسن عبيد.

وكتب الدكتور نزار العاني الخبر في “النهار الكوتيية” ويقول :

استضافت دار الآثار الاسلامية يوم الخميس 5 يونيو حفل تقديم وتوقيع كتاب «مولد التراجيديا» للفيلسوف الألماني الشهير فريدريك نيتشه الذي تولى نقله الى العربية شاهر حسن عبيد، وكان على رأس الحضور الشيخة حصة صباح السالم الصباح التي لاتزال مواظبة على المشاركة في كل فعالية ثقافية تقام تحت خيمة الدار، على رغم انتهاء الموسم الثقافي الرسمي.
وتضمن الحفل تقديم نسخ من اصدارات «ورشة السهروردي الفلسفية» للحضور، مع نشرة تلقي الضوء على تأسيس الورشة بجهود الكاتب الكويتي محمد عبدالله السعيد، الذي القى كلمة مطولة تختزل هموم هذه الورشة وتطلعاتها وماهية افكارها، وشاركه على منصة الالقاء عضوان من الورشة هما فطامي العطار التي تحدثت عن تجربتها والشاعر محمد صرخوه الذي القى قصيدتين معانيهما والفاظهما من التراث الفلسفي والصوفي لهذه الأمة.

هل تنهض الفلسفة من نومها؟

قبل أن اعرض شيئاً مما دار في الحفل ارغب في رفع تمنياتي الشخصية باستمرار عمل هذه الورشة ووجودها، اذ اننا تعودنا على غربة الفلسفة في حراكنا الثقافي المعاصر، وفي ذاكرتي محاولات عربية عديدة للخوض في الشأن الفلسفي، وكلها باءت بالفشل، ويكاد المرء يصدق الزعم القائل ان العقل العربي المعاصر تنقصه القدرة على التركيب، وهو شرط ولادة الفلسفة، والدليل على ذلك انه لا يوجد فيلسوف عربي واحد، عندنا الكثير من المفكرين البارزين من امثال، زكي نجيب محمود، الجابري، النيهوم، زيعور، الطرابيشي، حرب، تيزيني، حسين مروة، وغليون، وعندنا اساتذة فلسفة اجلاء كالبدوي والعوا واليازجي، ولكن لم يبرز فيلسوف عربي معاصر بامتياز.

وانا لا اتوقع لورشة السهروردي الكويتية ان توقظ الفلسفة العربية من نومها، لكنها على الاقل جاهرت بأن الفلسلفة من بين هواجسها، وانها الصقت لفظة الفلسفة بكيانها وخططها ومنشوراتها، وجعلت من العارف الاشراقي السهروردي دليلها نحو العرفان العقلي، وهو «اللوغو» او «الايقونة» التي تتكرر على صدر منشورات الورشة.

ثلاثة من أفراد الورشة على المنصة

في الكلمة التي القاها الكاتب محمد السعيد مؤسس الورشة يحدد مرتكزاتها بثلاثة اقانيم: أولها ختم ايكاروس الذي اختارته الورشة شعاراً لها ودلالاته المتمثلة بقوة الحياة وما يحمل من احتمالات المساءلة المتعلقة بالمكان واختلاف الافكار، وثانيها اسم السهروردي ولغز اختفائه قتيلاً في سبيل اشراقة التنوير، وثالثها البرنامج العملاني الذي يرتحل كاشفاً عن كنه العقل والمعرفة، وكتاب نيتشه «مولد التراجيديا» الذي جرى توقيعه في هذا الحفل، وقامت الورشة بترجمته وطباعته، هو محطة على سكة الارتحال، وتحدث محمد عبدالله السعيد عن قيمة هذا الكتاب كمنصة انطلقت منها مفاهيم الفيلسوف الالماني للامساك بحبال علم الجمال، وعلاقة هذه المفاهيم مع الكائن والذات الانسانية الباحثة عن سبيل تسلكه للوصول الى الوجود الحق، يتخطى وهم وجودنا الظاهري الزائل.

بعد ذلك، تحدثت فطامي العطار عن تجربتها الأدبية وهجرتها من عالم الرواية الى عالم المسرح وفسرت هذه النقلة وعزتها الى قدرة المسرح الفائقة على تبني الشحنات العقلية الجادة والصارمة، وقالت الكاتبة انها دائماً كانت منحازة للمواضيع الجادة، الا انها في سياق عملها مع فريق ورشة السهروردي عمّقت هذا المنحى، وتجسد ذلك واضحاً في مسرحيتها التي انجزتها وعنوانها «أهازيج في هياكل التوحيد»، وبطلها الشيخ الأوحد الاحسائي الخارج من تحت عباءة السهروردي، الذي يجادل في قضايا المصير والقدر والوجود والمسائل الكونية الكبرى الاخرى، وقد كتب النص المسرحي من خلال العمل والتشاور في اطار الورشة.

ثالث المتحدثين كان الشاعر محمد صرخوه الذي القى قصيدة تحت عنوان «هرمس» وهو رمز الحكمة، وقصيدة «في حضرة صاحب الإيوان»، وتتوشح ابيات القصيدتين بنفحات صوفية ولمحات فكرية تبحث عن سطوع المعاني.

فهو يقول عن «هرمس»:

نزيل السماء خليل الدهور
طويت بكف الحياة العصور
فما نال منك الردى ساعة
ولم يحتويك دثار القبور
ومن القصيدة الثانية:
هاجت بروحي لهفة وحنين
وإذا السهاد بمقلتي مفتونُ
يقتادني لهو الشباب وانني
لا ريب في اللهو الفتى المرهون
فارحم محبك واستجب لأنينه
فأخو الهوى في عشقه مسجون

وقدم اعضاء الورشة الثلاثة شكرهم العميق للشيخة حصة التي أتاحت لهم هذه الفرصة للاطلالة على الجمهور، وليس ذلك بغريب عليها، وهي الراعية الاصيلة للثقافة والفن والأدب.
وجرى بعد ذلك توقيع الكتاب وتوزيعه على الجمهور.

لقراءة النص في “النهار الكويتية” الضغط على الرابط ادناه:

https://www.annaharkw.com/Article.aspx?id=76206&date=11062008