الرئيسية / أرشيف / الاديب محمد السعيد محاضراً عن “العرفان في حضارة دلمون”: فكر الفرد لا السلطة
المفكر والاديب الكويتي محمد عبد الله السعيد
المفكر والاديب الكويتي محمد عبد الله السعيد

الاديب محمد السعيد محاضراً عن “العرفان في حضارة دلمون”: فكر الفرد لا السلطة

الاديب محمد السعيد محاضراً عن “العرفان في حضارة دلمون”: فكر الفرد لا السلطة

خاص takarir.net

يعيد موقع takarir.net وبالتعاون مع “ورشة السهروردي الفلسفية” ومؤسسها ومديرها الاديب والمفكر الكويتي محمد عبدالله السعيد، نشر اخبار ونشاطات الورشة التي وردت في مختلف الوسائل الاعلامية الكويتية والعربية، وذلك في محاولة لإستعادة “ارشيف” الورشة منذ انطلاقتها في العام 2003.
وهذا النص منشور على صفحات جريدة “الجريدة الكويتية” في 1 ايار 2012 وهو كناية عن محاضرة نظمتها “ورشة السهروردي الفلسفية” في مكتبة آفاق، تمحورت حول “العرفان في حضارة دلمون”.

وتحدث السعيد في الندوة فقال إن :”أصل العرفان جاء من الفكر السومري، كما انه ليس للنخبة بل هو حقل من حقول المعرفة إذ يدعو إلى الحوار مع الآخر للوصول إلى نقاط التقاء تستفيد منها الإنسانية”.

وبداية استعرض السعيد الاتهامات الملتصقة بالعرفان، مبيناً أن العرفان دافع عن نفسه بتقديم العرفاء المصريين الذين تصدوا للحملة الصليبية التاسعة، وغيرهم من العرفاء المسلمين الهنود، أما بخصوص الاتهام الثاني والتشكيك بالهوية فإن العرفان يقدم نفسه كموقف.

الكراهية والعداء

ثم قرأ السعيد مقطعاً من رؤية المفكر محمد عابد الجابري حول العرفان يقول فيه: “يشعر العارف أنه محاصر ومستعبد بسبب القلق والخيبة إزاء الواقع فيبدو العالم له عبثا وتصبح مشكلته الأساسية بل الوحيدة هي مشكلة الشر في العالم، متسائلاً لماذا يحتوي العالم على العبث؟ ولماذا يطغى فيه العبث؟ وما مصدره؟ ومن الوعي بهذه الوضعية يبدأ الموقف العرفاني ومن إعلان بدء التضايق والشكوى منها ثم إعلان الكراهية والعداء لها انتهاء بالتشهير بها والتمرد عليها، والعارف يرفض هذه الوضعية بوصفها واقعاً خارجياً، ومن هنا يأتي إحساسه بالغربة بصورة مضاعفة”.

الانفصال والقطيعة

وفي حديث عن الشعور بالغربة لدى أهل العرفان، يؤكد السعيد أن العارف يلجأ إلى تمييز نفسه عن هذا العالم من خلال الانفصال والقطيعة، كما يشعر العارف بالغربة بشكل مزدوج ليس على الصعيدين الاجتماعي والسيكولوجي وحسب، بل يشعر أنه غريب عن العالم وعن كل شيء فيه أو ينتمي اليه سواء كان هذا الشيء مما يقع داخل العالم أو مما يتصور أنه يقع خارجه أو فوقه.

ويضيف: “تقترن لدى العارف رغبة جامحة في أن يكون نفسه في أن يستعيد الانتماء إلى نفسه في أن يلتحق بعالم آخر، عالم متعالٍ عن المكان والزمان، عالم الطمأنينة والكمال والسعادة، يتلخص الموقف العرفاني في البحث عن الذات، عن حقيقتها وجوهرها الأصلي”.

بحسب الجابري، أن ثمة أسئلة يطرحها العارف هي: من أين أتيت؟ وأين أنا الآن؟ وإلى أين المصير؟ ومن هنا يبدأ العارف في توظيف الدين والمعارف الدينية للدفع بالموقف العرفاني إلى أقصى مداه، إلى طلب الخلود، إلى الرجوع إلى موطنه الأصلي، محدداً أن الخلاص والنجاة يبدآن من معرفة النفس معتبراً معرفتها لا كجزء من العالم بل كوجود أسمى منه ومن طبيعته غير طبيعته، وهذا إذا عرف الإنسان نفسه، إذا هو استطاع جمعها من شتات المادة وخلصها من سجن بدنها عرف الأصل منه انبثق.

واختتم السعيد حديثة بالقول: “كان العرفان خطاباً وسلوكاً أداة فاعلة في مواجهة المدينة الرومانية بل سيكون فاعلاً في مواجهة كل توحش مدني، به واجهت المنطقة غزو الإسكندر المقدوني الفكري بل ولاحقت هذا الفكر إلى عقر داره لتسلب منه أفلاطين وأفلاطون وفيثاغورث وغيرهم”.

مهرجان جريان الثقافي الأول

تنظم ورشة السهروردي الفلسفية مهرجان جريان الثقافي الأول متضمناً فعاليات متنوعة في مركز عبدالعزيز حسين بمنطقة مشرف.

يتكون المهرجان من 3 فعاليات متنوعة هي كالتالي: معرض تشكيلي وعرض مسرحي وجلسة أدبية تتضمن قراءة نقدية.

تأتي الدورة الأولى من المهرجان بدعم من المشروع الوطني للشباب وبالتعاون مع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وسيشارك في الفعاليات الثقافية والفنية مجموعة من الأكاديميين والأدباء والفنانين.

وهذا رابط النص الاصلي المنشور في جريدة الجريدة الكويتية في 1 ايار 2012:

http://m.aljarida.com/articles/1462142093157809400/